الفوائد النِّفاس لمن يعاني مِن الوسواس
الوسواس من الشيطان، وَسْوَسَ الشيطانُ إليه وله، حدَّثه بما لا نَفْعَ فيه ولا خير.
وعلاجه بإذن الله:
- قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "فمن أراد التخلص من هذه البلية (يقصد الوسواس القهري) فليستشعر أن الحق في اتِّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله، وليعزم على سلوك طريقته، عزيمة من لا يشك أنه على الصراط المستقيم، وأن ما خالفه هو من تسويل إبليس ووسوسته، ويوقن أنه عدو له لا يدعوه إلى خير {..إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}
- المداومة على ذكر الله في كل حين وعدم الغفلة عنه، ومن ذلك جميع أنواع العبادات وعلى رأسها توحيد الله وعدم الإشراك به، والصلاة والصيام وتلاوة القرآن وأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ، وعند الأكل والشرب وبعد الانتهاء منهما، والأذكار دبر الصلوات وسائر أذكار اليوم والليلة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما من مولود إلا على قلبه الوسواس فإن ذكر الله خنس وإن غفل وسوس،.
- الوسوسة في الذات الإلهية، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن ذلك صريح الإيمان. فإذا علمت ذلك اطمأن قلبك وهدأت نفسك وزال همك، ومن العلاج في هذه الحالة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والتوقف الفوري و بإرادة قوية عن ذلك التفكير، وليقل آمنت بالله.
عن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أحدنا ليجد في نفسه الشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر، الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة»
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.
ثبت في مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه في هذا الحديث: «لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا، خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله»
- الوسوسة أثناء أداء الصلاة هي من مهام شيطان يقال له خنزب وهو متخصص في ذلك بحيث أنه له قدرات أكثر من غيره في التلبيس على المصلين، وعلاجه النبوي هو الاستعاذة بالله من الشيطان والتفل إلى اليسار في اتجاه القدم اليسرى ثلاث مرات.
عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا» قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني"
- الوسوسة في الوضوء: حدثني عن مالك عن الصلت بن زيد أنه قال: "سألت سليمان بن يسار عن البلل أجده فقال: انضح ما تحت ثوبك بالماء وَالْهَ عَنْهُ "ويبنغي إذا غسلت عضوا أن تمر لغسل غيره ولا تلتفت حتى إن وسوس لك الشيطان أنك نسيت " فاليقين لا يبطل بالشك" .. وكذلك إذا وسوس لك أنك غسلت عضوًا مرة أو مرتين فقط ونسيت الثالثة ، فلا تلنفت إليه .. لأن الغسل الواجب هو مرة واحدة والباقي سنة .. المهم أكمل وضوءك ولا عليك بكيد الشياطين ووسوستهم.
وحبذا لو حرصنا على تعلم العلم الشرعي بما في ذلك أحكام الطهارة .. فالشيطان يدخل على الإنسان من مداخل الجهل ..
وأي استسفسار لا تترددوا في طرحه .. وفقنا الله وإياكم وأبعد عنا همز الشيطان ولمزه وكيده.